كيف تبنى اسرة ناجحه?(الجزء الاول)
الحياه الاسريه واحدة من أكثر التجارب المجزية والمرضية في الحياة، ولكن هذا لا يعنى أنها مهمة سهلة، حيث أنها دور لا ينتهى في حياة أبنائك عند عمر أو مرحلة سنية معينة. أن تكونا أبًا وأمًا صالحين، فأنتما في حاجة لمعرفة كيف تحققا لأطفالكما الشعور بالقيمة والحب أثناء تعليمهم الفرق بين الصح والخطأ. ومهمتكما اليومية الأساسية هي
كيف تبنى اسرة ناجحه?(الجزء الاول) |
أن تواصلا خلق البيئة المغذية التي يقدر
فيها أطفالكما على النمو والإزدهار وتأكيد دعائم ثقتهم في أنفسهم وشعورهم
بالاستقلال. لمزيد من التفاصيل عن تربية الأبناء بطريقة سليمة، تابع الخطوات
التالية.
اعطى طفلك حبا
امنح طفلك المحبة والعاطفة. فأهم ما يحتاجه ابنك/بنتك هو
المحبة والعطف، من خلال لمسة دافئة أوعناق صادق سيشعر
أطفالك بمدى
اهتمامك الحقيقي برعايتهم. لا تغفل أبدًا مدى اهمية التواصل الجسدي مع أطفالك
الصغار. هذه بعض الطرق لإظهار المحبة والعطف العناق الطويل المفعم بالعاطفة،
والتشجيع بعد الإنجازات البسيطة، الاعتراف والتقدير أو حتى مجرد ابتسامة
صغيرة،
كلها أشياء تؤثر لمدى بعيد على إثراء ثقة وسعادة أطفالك أخبرهم أنك تحبهم كل يوم،
بغض النظر عن أنك قد تكون شاعرًا بالغضب منهم لأي سبب. امنحهم الكثير من العناق والقبلات. وعودهم واجعلهم متقبلين للحب
والعاطفة منذ مولدهم.
امنحهم الحب غير المشروط؛ ولا تجبرهم على صورة معينة لهم
في عقلك مقابل منحهم حبك. أكد لديهم الشعور بأن حبك دائم وغير مشروط في كل الظروف
والأوقات.
امدح أطفالك. الإشادة بأبنائك صفة أساسية في الآباء
الجيدين. بالتأكيد ترغب في أن يشعر أطفالك بالفخر بإنجازاتهم وبالرضا عن أنفسهم.
إذا كنت لا تمنحهم الثقة المطلوبة لمواجهة العالم بطريقتهم الخاصة، فلن يشعروا
أبدًا بالإستقلال أو الشجاعة للمغامرة.
عندما يقوم أطفالك بأمر جيد، شاركهم ملاحظة
ذلك وشعور الفخر بإنجازهم
اجعلها عادة أن تمدح أطفالك على الأقل ثلاث مرات مقابل كل
مرة تلومهم فيها أو توبخهم. كما أنه من الضروري لوم أطفالك عند القيام بشئ سلبي،
فهو أيضًا أمر هام أن تشكر أفعالهم وتساعدهم على بناء شعور إيجابي حول أنفسهم.
إذا كان أطفالك مازالوا صغارًا، امدحهم بالتصفيق والكثير
من الحب. كافئهم مقابل قيامهم بكل شئ بدئًا من استخدام قاعدة الحمام بمفردهم وحتى
الحصول على درجات عالية في الدراسة، سيساعدهم ذلك على الوصول لحياة سعيدة وناجحة.
تجنب العبارات العامة مثل "عمل جيد!". بدلًا من
ذلك قدم مدح موصف يتيح لهم معرفة ما تمدحه حقًا. على سبيل المثال: "لقد قمت
بعمل رائع في تبادل الادوار مع أختك أثناء اللعب" أو "شكرًا على تنظيفك
للعبك بعد الانتهاء من اللعب!"
تجنب مقارنة أبنائك بالآخرين، خاصة بإخوتهم وأقاربهم. كل
طفل متفرد وله شخصيته الخاصة. احتفِ بالاختلافات بين أبنائك واغرس في كل منهم
الرغبة لمتابعة اهتماماته وأحلامه. الفشل في القيام بذلك سوف يسبب لطفلك عقد
النقص، والشعور بأنه لن يكون أبدًا جيدًا بالشكل الكافي في عينك. إذا أردت أن
تساعده على تحسين سلوكه، ناقشه في الوصول لأهدافه بطريقته الخاص بدلًا من إخباره
بأن يفعل مثل أخيه أو أبناء أعمامه.
هذا سوف يساعدهم على
تطوير شعورهم الحسن بذواتهم بدلًا من خلق عقد نفسية مؤذية لهم مقارنة طفل بآخر
سيسبب شعور بالمنافسة والقتال بين الأخوات. وأنت تود أن تخلق علاقة حب بين الأطفال
وليس علاقة تنافس وتزاحم تجنب التحيز. إذا تخاصم أطفالك،
لا تتحيز لطرف في مقابل
الآخر، لكن احرص على العدل والحياد تخطى الترتيب العمري لأبنائك عن طريق جعل
كل طفل مسئول عن نفسه. تنصيب الطفل الأكبر في موضع المسئولية على اخوته الصغار
يشعل لهيب المنافسة بين الأخوات، بينما توكيل مسئولية كل طفل لنفسه تشجعهم على
التفرد والإعتماد على النفس.
استمع لأطفالك. من الضروري أن يكون تواصلك من أبنائك يسير
في الاتجاهين، لا يجب أن يقتصر دورك على فرض القواعد، بل أن يصل للاستماع الجيد
لأطفالك في حالة مرورهم بمشكلة أو غير ذلك. يجب أن تكون قادرًا على إظهار الاهتمام
بهم وإدماج نفسك في شئون حياتهم. يجب عليك أن تخلق جوًا محيطًا يساعد صغارك على
القدوم لك ومشاركتك إذا ما مروا بأي أزمة صغيرة كانت أو كبيرة.
يمكنك كذلك أن تتحدث مع أبنائك لفترة ثابتة كل يوم. قد
يكون قبل النوم، أو وقت الفطور أو أثناء الذهاب للمدرسة. قدس هذه الفترة الزمنية
وتجنب تفحص هاتفك أو تشتيت انتباهك عن الاستماع لأطفالك بشكل جيد.
إذا أخبرك طفلك أنه يحتاج لإخبارك بشئ ما، تأكد أنك تأخذ
هذا الأمر بجدية وتلقى عن ذهنك كل الأمور الأخرى حتى تلتفت له بكامل تركيزك. يمكنك
كذلك أن تؤجل الحديث قليلًا أو تحدد موعد بعد بعض الوقت تكون فيه مستعدًا حقًا
للاستماع بشكل جيد.
حدد وقتًا ثابتًا لقضائه مع أطفالك. احرص على ألا تخنقهم
من أجل تحقيق هذا حيث أنه يوجد فارق كبير بين محاولة التقرب من شخص ما وبين تقيده
بمتطلباتك التي لا تنتهى.
أنت تريدهم أن يشعروا بأن وقتكم معًا مقدس ومميز، لا
أنهم مجبرين على قضاء الوقت معك على غير رغبتهم
اقض الوقت مع كل طفل بشكل منفرد. واحرص على تقسيم وقتك
بشكل متساوِ إذا كان لديك أكثر من طفل واحد.
استمع لأطفالك واحترمهم واحترم ما يفعلونه في حياتهم.
يحتاج الأطفال لبعض القيود، فالطفل الذي يتاح له دائمًا التصرف كما يحلو له
والحصول على كل رغباته سوف يعاني في الحياة الحقيقة عندما يضطر للخضوع لقواعد
المجتمع والحياة خارج المنزل.
لذلك لا تسمح لأطفالك بالحصول على كل ما يرغبون فيه.
يمكنك أن ترفض رغباتهم ولكن ينبغى أن تقدم سببًا كافيًا لهذا الرفض أو أن تقدم أحد
البدائل. "لأنني قلت أنني غير موافق" سببًا غير صالح للتعامل مع أبنائك!
وفر يومًا للذهاب للحديقة، مدينة الملاهي، أحد المتاحف أو
المكتبة، معتمدًا على
اهتمامات أبنائك, شاركهم مهامهم الدراسية. كن بجوارهم أثناء تأدية الواجبات
المنزلية، وقم بزيارتهم في المدرسة والتحدث مع مدرسيهم للتأكد من كيف يسير أدائهم
المدرسي، وابق على وعي وإطلاع بحالتهم الدراسية.
تواجد في اللحظات الهامة من حياتهم. قد يكون لديك جدول
أعمال حافل، ولكن ينبغي أن تفعل كل ما تقدر عليه للتواجد في اللحظات الهامة من
حياة أبنائك، بدئًا من أدائاتهم الفنية في الحفلات المدرسية وحتى تخرجهم من
المدرسة الثانوي. تذكر أن الأطفال يكبرون بسرعة شديدة ويشكلون انطباعاتهم عنك في
لحظات محورية دون أن تدرك أنت ذلك. رئيسك في العمل ربما قد يتذكر أو ينسى أنك لم
تحضر اجتماع عمل معين،
لكن طفلك بالتأكيد لن ينسى أنك لم تتواجد في المباراة
الرياضية التي شارك فيها. بالطبع أنت غير مضطر لإهمال كل شئ في حياتك من أجل
أطفالك لكن على الأقل حاول أن تتواجد بجوارهم في الاحداث الهامة.
إذا كنت مشغولًا جدًا عن التواجد في اليوم الأول لطفلك في
المدرسة أو في الأحداث الهامة الأخرى من حياتهم، ربما ستبقى تشعر بالآسف عن ذلك
بقية حياتك. وبالتأكيد لا تريد أن يرتبط حفل تخرج ابنك من المرحلة الثانوية بذكرى
اليوم الذي تغيب أبوه أو
أمه عن الحضور.
ارساء نظام جيد
تطبيق قواعد معقولة. فرض القواعد المناسبة للجميع يقود
لحياة سعيدة ومثمرة، وليس القواعد الصارمة المثالية. من الضروري وضع القواعد
والتعليمات التي تساعد أطفالك على النمو دون أن يتملكه شعور دائم بالقلق قبل كل
خطوة خشية أن يقع في خطأ ما.
المفترض أن يحبك ابنك أكثر من أن يخافك.
أبلغ قواعدك بشكل واضح. ينبغى أن يألف الأطفال عواقب
أفعالهم. إذا عاقبتهم، تأكد أنهم يفهمون السبب والخطأ؛ وإذا كنت غير قادر على
توضيح السبب ومدى وقوعهم في الخطأ فالعقاب لن يؤثر بالشكل الذي تتمناه.
تأكد أنك بجانب وضع القواعد المنطقية، أنك تطبقها أيضًا
بشكل مقنع. تجنب الأشكال القاسية من العقاب، أوالعقابات الصارمة للمخالفات
البسيطة، وأي عقاب يتضمن إيذاءًا
جسديًا لطفلك.
تحكم في انفعالاتك قدر المستطاع. من الضروري أن تحاول أن
تكون هادئًا قدر
المستطاع عند شرحك أو تنفيذك لقواعدك. أنت تريد من أطفالك أن
يأخذوك بجدية لكن دون خوف أو الشعور بأنك مضطرب وغير مستقر. من الواضح مدى صعوبة
ذلك خاصة عندما يسئ أطفالك التصرف أو يبدأون في إزعاجك، لكن إذا شعرت بأنك على وشك
تعلية صوتك، تمهل وتوقف عن الكلام وحاول التحكم في أعصابك ولفت انتباه
أبنائك أنك
منزعج من أفعالهم.
نحن جميعًا نفقد أعصابنا ونشعر أننا خارج السيطرة في بعض
الأحيان. إذا فعلت أو
قلت شئ تأسف عليه، يجب أن تعتذر لأبنائك في الحال وتعترف
أمامهم أنك قد ارتكبت خطئًا ما. إذا تصرفت وكأنك سلوكك طبيعي سينعكس ذلك عليهم
وسيبدأون في تقليدك.
اثبت على مبدئك. من الضروري أن تطبق نفس القواعد في كل
المرات وأن تقاوم
محاولات تلاعب أطفالك من أجل بعض الاستثناءات. إذا تركت طفلك
يفعل شئ ليس من المفترض فعله رضوخًا لنوبات غضبه، سيظهر ذلك أن قواعدك قابلة
للكسر. إذا وجدت نفسك تقول: "حسنًا ولكن لمرة واحدة فقط" عدة مرات، فأنت
في حاجة للعمل
على خلق قواعد أكثر ثباتًا لأطفالك
إذا شعر طفلك أن قواعدك قابلة للكسر لن يجد أي حافز
للخضوع لها.
على الأب والأم أن يكونوا في جبهة واحدة. ينبغى أن يشعر
طفلك أنكما في جبهة واحدة - حيث شخصين يقولان "نعم" أو "لا"
كرد على نفس الشئ. إذا توصل الأطفال إلى أن الأم سوف تقول "نعم" دائمًا
والأب سوف يقول "لا"، سوف يميلون لأحد الآباء أكثر من الآخر وسيشعرون
أنه أفضل أو أسهل خداعه. يجب أن يجدكما الأطفال متحدين حتى لا تجد نفسك في موقف
صعب لأنك وزوجتك لا تتوافقان حول أشياء معينة بالنسبة لتربية
أبنائكم الصغار.
هذا لا يعنى أن تتوافق أنت وزوجك/ تك بنسبة مئة في المئة
حول كل شئ. ولكن أن تعملا سويًا لحل المشاكل التي يقع فيها الأطفال، بدلًا من أن
تتجادلا حولها.
لا ينبغى أن تتجادلا أمام الأطفال. وإذا كانوا نائمين
تناقشا بهدوء. يشعر الأطفال بإنعدام الأمان والخوف عند سماع أو رؤية مشاحنات الأب
والأم. بالإضافة إلا أن الأطفال سيتعلمون مجادلة بعضها البعض بشكل مماثل لمجادلات
آبائهم. أظهرا لهما أنه في
حالات اختلاف الرأي، من الممكن أن يتناقش الناس حول
اختلافاتهم بشكل هادئ.
وفر النظام لأطفالك. يجب أن يشعر أطفالك بأنه هناك نظام
ومنطق في حياتهم العائلية وفي الأشياء التي تحدث في المنزل. سيجعلهم ذلك يشعرون بالحماية والسلام والحياة
بشكل سعيد داخل وخارج المنزل. هذة بعض الطرق التي قد
توفر بها النظام لأبنائك:
وضع الحدود. مثل مواعيد النوم ومنع التجول، حتى يتعلم
أطفالك الخضوع للقيود. على أن يضمن لهم الالتزام بذلك محبة ورعاية آبائهم. قد
يتمرد الأطفال على هذه الحدود،
ولكن سيوقنون بدواخلهم قلق وحب آبائهم لهم
.
شجعهم على تحمل المسئولة بمنحهم بعض المهام المنزلية أو
الوظائف، وكمكافأة على
هذه المهام امنحهم بعض الامتيازات (أموال، وقت أطول للعب،
إلى آخره..). وكعقاب على عدم القيام بهذة المهام سيتم إلغاء بعض من امتيازاتهم في
المقابل. حتى أصغر الأطفال سيدركون مفهوم المكافأة والعقاب هذا. وبنمو طفلك، امنحه
مسئوليات أكبر وكافئه على إتمامها أو عاقبه على تجاهلها
.
علم أطفالك ما هو الصواب وما هو الخطأ. إذا كنت شخصًا
متدينًا خذ أطفالك لدور العبادة. وشاركهم قيمك ومواقفك الأخلاقية. واحرص على ألا
تكون منافقًا حتى لا تضطر لمواجهة تساؤلات أطفالك عن لماذا لا تلتزم
"بالمواعظ" التي تحثهم عليها.
نتقد سلوك طفلك، وليس طفلك نفسه. من المهم أن يكون
انتقادك موجهًا لأفعال أطفالك
وليس لطفلك في حد ذاته. ستحتاج أن تشعر طفلك بأنه
قادر على القيام بأي شئ يريده من خلال تحسين وتغيير سلوكه وأفعاله بدلًا من أن
تلصق به كونه شخص سئ بسلوكيات لا تتغير. امنحه الشعور بأنه لديه القوة من أجل
تحسين سلوكه.
عندما يسئ أطفالك التصرف بطريقة جارحة وحاقدة، أخبرهم أن
هذة السلوكيات غير
مقبولة واقترح لهم بدائل. تجنب الجمل مثل: "أنت سئ"
وبدلًا منها قل شيئًا مثل "كان من السئ جدًا أن تتعامل بتلك الطريقة الخاطئة
مع أختك الصغيرة". اشرح لماذا يكون هذا السلوك خاطئًا.
اظهر الثقة والشخصية القوية دون أن تفقد
"الطيبة" عندما تشير لأخطائهم. كن جادًا وصارمًا لكن دون أن تكون
مستعرضًا أو حقيرًا.
تجنب الإذلال العلني. حتى إذا أخطأ أطفالك بشكل علني،
خذهم جانبًا وأنبهم بشكل سري.
تعليقات
إرسال تعليق