سنغافورة بين الماضي والحاضر

احذر من مواقع التخسيس

غالباً أقرأ مثل تلك العناوين في بعض المواقع والمنتديات، وللأسف العديد من الناس يتبعون مثل تلك الوصفات ويعتقدون أنها الحل السريع والأمثل لمشكلة الوزن التي تؤرقهم كثيرا والغريب في الشأن أن معظم هؤلاء يؤثرون على أنفسهم وصحتهم على نحو سلبي دون أن يشعروا.

والسبب هو عدم الدراية بما يرتبط بالصحة، وأيضاً المفاهيم الخاطئة فى   عالم انقاص الوزن   والمنتشرة بكثرة في عالمنا العربي. وهنا كان لزاما علينانشر هذا المقال الذى يعرض بعضا من المفاهيم الخاطئة وطرق علاجها

كما توجدعوامل أخرى تجعل الناس يقعون في نفس هذه الأخطاء مراراً وتكراراً، نستطيع تقسيم هذه العوامل كما يلي:

1- الحفاظ على الشكل وليس على الصحه

لا بأس أن يهتم المرء بشكله ومظهره العام، فحسن الهيئة الخارجية قيمة عالية في الإسلام ونحن مطالبون بالاهتمام بمظهرنا، وفى مقابل اهتمام المرء بمظهره وشكله يضحي بصحته في طريق هذا. 


ولذلك فاعلم ان مظهرك ورشاقة جسمك لا يساويان شيئاً إذا ما كانت صحتك متدهورة، سواء النفسية أو البدنية، لهذا يلزم المراعاة بالصحة أولاً ثم بعدها الانتباه بالمظهر ورشاقة الجسد.

2 – البحث عن حلول سريعة

معظمنا، كبشر، لدينا إشكالية هائلة تعيقنا عن تقصي أهدافنا، وهي إشكالية الاستعجال. للأسف أغلبنا لا يعلم ضرورة الصبر وفضائله لهذا نستعجل على كل شيء ونريد الاستحواذ على أمثل الحلول في أقرب وقت.

مخاطر الاستعجال تزيد وتصبح أكثر خطورة عندما يرتبط الشأن بالصحة، لهذا لو كان هدفك هو إنقاص الوزن والحصول على الجسد الذي تتمناه، مع الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، فلا يوجد داعى للاستعجال. لأنك لو فعلت، فمصيرك سوف يكون الفشل وتعريض صحتك للخطر.

3 – الاعتقاد بأن الحمية هي السبيل الأوحد لإنقاص الوزن

العديد من الناس يعتقدون أن الأسلوب الوحيدة للتخلص من الوزن الزائد هي من خلال إتباع حمية، لهذا يبحثون عن وصفات، وحميات غذائية سريعة، وعقاقير لإنقاص الوزن الخ…وهذا الاعتقاد ليس خطأ 100% لكنه ليس على صواب كامِل أيضا.

ثمة قاعدة عامة تقول إن الأكل يشكل %75 في حين الرياضة تشكل %25، رغم أن تلك القاعدة تم الوصول اليها من واقع الخبرة وليست مثبتة علمياً، لكنها صحيحة. فالرياضة لا تقل ضرورة عن الحمية، 

لاسيماً لو كان هدفك التخلص من الوزن الزائد مع المحافظة على الصحة في نفس الوقت، فرغم أنك تَستطيع التخلص من الوزن من خلال اتباع حمية غذائية ما، لكنها ليست الأسلوب الامثل والموصى به

والوصول إلى   حمية غذائية   مناسبة ليس بالسهولة التي يتصورها أكثرية الناس، الوصول لحمية غذائية لا يكون بذلك الأسلوب الا وهو

الدخول إلى محركات البحث والبحث عن “رجيم سريع” أو “رجيم قاسي” أو مثلها من العبارات، ثم الوصول إلى الوصفة “السحرية” التي ستحل مشكلتك مع الوزن، 

والتي كثيرا ما تكون كالآتي: “الإفطار: كأس أو كأسان من الماء، كوب من الشاي أو القهوة بلا سكر، بيضة مسلوقة” “الأكل: بيضتان مسلوقتان + طبق سلطة وسطي المقدار” “العشاء: 2 حبة خيار + تفاحتان”.

في الحقيقة تلك الحمية فعالة للغايةً في إنقاص الوزن! لكن إن فعاليتها قريبة للغايةً من فعالية الذهاب بعيدا عن الطعام على الإطلاقً! بل ماذا عن صحتك؟! كيف ستحصل من مثل تلك الوصفات على جميع المأكولات والمشروبات الرئيسية التي يحتاجها جسمك كل يومً للعمل على نحو جيد؟ 

(البروتين، الزنك، الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، الدهون، الفيتامينات والمعادن الأخرى الخ…) هل يمكن الحصول على كل ذلك من الماء، الشاي، السلطة، الخيار والتفاح لاغير؟ لا يعقل.

ببساطة شديدة: حمية صحية ومناسبة + رياضة = صحة ورشاقة. وتلك هي الأسلوب المثالى في إنقاص الوزن. ولذلك فإنقاص الوزن، او الحفاظ على الوزن أوزيادة الوزن تحدث من خلال الحصول على سعرات حرارية معينة، 

وهناك العديد من الطرق الرئيسية لتحديد عدد السعرات الحرارية المناسبة للوصول لهدفك، سواء كان هدفك إنقاص الوزن، او الافراط فى الوزن أو  الحفاظ على الوزن.  من بين هذه الطرق: 

وزنك القائم، طولك، سنك، جنسك (ذكر أم أنثى) وايضا مستوى نشاطك. لهذا لا تبقى حمية غذائية واحدة تناسب الجميع، فكل منا يملك مطالب خاصة ومختلفة عن الآخر.

وتبقى كلمة أخيرة

أيا كان قرأت في الكتب والمجلات والمنتديات التي تخص الهندسة، فلن تتمكن أبداً من أن تصبح مهندساً، فكيف لك أن تصبح أخصائي تغذية من خلال قراءة موضوع واحد أو مقالة؟! لا تتجاهل أبداً وجوب إعادة نظر طبيب متخصص درس وعمل في ذلك الميدان طوال حياته،

 لاسيماً إذا كنت تتكبد من مرض محدد، كالسكري مثلاً والمنتشر بكثرة في مجتمعنا، لإن مطالب غذاء الفرد العليل تتغاير كلياً عن مطالب الفرد الذي بصحة جيدة، ومثل تلك الوصفات المتوفرة بكثرة في المواقع والمنتديات قد تؤدي بحياتك. ويمكن القراءة والاستفادة من البيانات التي تخص ذلك الميدان،

 لكن هناك تعليمات وسبل عامة تَستطيع إتباعها للاستحواز على صحة أجود، بل انه في حالة الاحتياج إلى حمية غذائية فلا بديل عن إستشارة طبيب متخصص.