سنغافورة بين الماضي والحاضر

كيف تكون معلماً ذكياً

كيف تكون معلماً يتمتع بالذكاء العاطفى

العواطف موجودة في كل جانب من جوانب اتصالاتنا ، سواء كنا مدركين لوجودها أم لا. على سبيل المثال ، لديك رد فعل عاطفي الآن وأنت تقرأ هذه المقدمة الافتتاحية. إما أن تشعر بإحساس بالاتصال بما تقرأه ، وترغب في المتابعة ، أو تعتقد أنك تعرف 
بالفعل ما يكفي عن الموضوع وتشعر أنه لن يستحق وقتك للمتابعة.

كيف تكون معلماً ذكياً

عندما أشير إلى وجود عواطف مع كل التواصل ، المكتوب والمحكي ، فهذا لا يعني أن لديك رد فعل عاطفي شديد. بل يعني أنك تتفاعل بطريقة معينة حول ما تشعر به أو تسمعه ، وأنك تستجيب وفقًا لذلك. الآن هناك حالات تكون فيها الكلمات ، المنطوقة أو المكتوبة ، استفزازية أو حاده لدرجة أنها في الواقع تحفز رد فعل عاطفي قوي منك. هذه هي اللحظات التي يجب أن تختار فيها ردك بعناية ، والتي قد تكون صعبة في بعض الأحيان.

بصفتي معلمًا ، وشخصًا يقوم بالتدريس عبر الإنترنت ، تحدث تفاعلاتي وتواصلاتي مع المتعلمين بشكل أكبر في شكل مكتوب ، مما يعني أنني أتلقى رسائل الفصل الدراسي ورسائل البريد الإلكتروني ومشاركات الفصل المكتوبة. تحدث ردود الفعل التي أواجهها في اللحظة التي أقرأ فيها شيئًا تم نشره أو كتابته وإرساله إلي. غالبًا ما يكون ردي فوريًا ، 

إلا إذا شعرت بشيء سلبي وأنا على دراية بالحاجة إلى الانتظار ومعالجة ردي. قد يكون عليّ أيضًا الانتظار وإجراء مزيد من البحث للحصول على إجابة ، مما يجبرني على الانتظار حتى يتم الرد.وهذا من اساسيات التعليم الذكى

أدرك أنه قد تم كتابة الكثير عن موضوع الذكاء العاطفي والذكاء الاصطناعى ، وهناك تعريف راسخ لهذا الموضوع أيضًا. ومع ذلك ، فإن وجهة نظري في أن أكون ذكيًا عاطفيًا مختلفة إلى حد ما ،

 خاصة لأنها تتعلق بعمل معلم. أريد أن أتوسع في فكرة التعرف على العواطف وإدارتها ، من خلال عرض ردود الفعل والاستجابات لما نقرأه ونسمعه كمستويات للمعالجة العقلية. 

أريد مناقشة أهمية تجاوز المستوى الأول أو الاستجابات الرجعية لمتعلمينا ، حيث تحدث الاستجابات العاطفية ، والانتقال إلى المستوى الثاني أو المكان داخل العقل حيث يتم تكوين استجابات مستنيرة وذكية عاطفية.

المستوى الأول: ردود الفعل العاطفية

كيف أرى قدرة العقل على معالجة المعلومات ، لغرض ما أكتب ، هو من خلال التمييز بين مستويين مختلفين. تحدث معالجة المستوى الأول عند تلقي المعلومات أو الإدخال. على هذا المستوى ،

 يتم تلقي المعلومات ومعالجتها من خلال المرشحات التي تشمل الافكار والمعتقدات والآراء والتصورات وما إلى ذلك. في المستوى الأول ، تحدث المعالجة تلقائيًا. نادرًا ما نفكر بوعي في تأثير افكارناومعتقداتنا وآرائنا أثناء قراءتنا أو الاستماع إلى المعلومات التي نتلقاها. في هذا المستوى الأولي ،

 تميل ردودنا على الطلبات الواردة إلى أن تكون أكثر فورية ، وتلقائية تقريبًا ، وأحيانًا تفاعلية ، عندما يُطلب منك ذلك 

ونظرًا لأن استجابات المستوى الأول تحدث بسرعة كبيرة ، وغالبًا ما يتم النظر في كيفية تأثير العواطف على النتيجة ، فلن تعتبر ردود الفعل هذه الأكثر ذكاءً 

عاطفيًا. ضع في اعتبارك آخر مرة تلقيت فيها بريدًا إلكترونيًا أو رسالة من أحد طلابك. كيف استجابت بسرعة؟ هل توقفت وفكرت كيف شعرت أو المشاعر التي مررت بها؟

 فمن المحتمل أنك أدركت كيف كنت تشعر ولكنك لم تدرك تأثير هذه المشاعر على الإجراءات التي كنت على وشك اتخاذها وبدلاً من ذلك ، خاطبت الرسالة على الفور. إذا لم يتم إرسال الرد بالطريقة الأنسب ،

 فقد تندم لاحقًا على كيفية ردك على نحو تفاعلي أو كنت ترغب في اختيار رد أفضل. هذه هي قيمة الإدراك المتأخر والنظر إلى الوراء بعد اتخاذ الإجراءات بالفعل.

المستوى الثاني: ردودالفعل الذكيةوعاطفية

أنا أعتبر هذا المستوى من قدرة العقل على معالجة المعلومات هو قلب المكان الذي يحدث فيه المنطق والتفكير العقلاني. تكون استجابة المستوى الثاني أكثر استباقية في طبيعتها ،

 مما يعني أن هناك وقتًا مستغرقًا للنظر عمداً في ما تم ذكره أو طلبه ، قبل صياغة الرد. هذا لا يعني أن كل طلب اتصال يستلمه المتعلم يحتاج إلى المعالجة بهذه الطريقة. ومع ذلك ، 

بصفتي معلمًا اتمتع بالذكاء العاطفى، فقد وجدت أنه من المهم لممارستي التعليمية أن تكون أكثر وعياً بكيفية استجابتي لطلبات المتعلم ، كوسيلة لتصبح متطورة عاطفيًا.

كمثال ، عندما يرسل المتعلم رسالة أو رسالة بريد إلكتروني في الفصل الدراسي ويعبر عن عدم رضاه عن درجته أو صفها ،

 وتنقل نغمة الرسالة إحباطًا شديدًا ، ما ردك الفوري على هذا الموقف؟ هناك عدد من الإجابات المحتملة للاختيار من بينها لهذا السيناريو ، بدءًا باستجابة فورية أو رجعية من المستوى الأول تبلغ المتعلم بمقياس الدرجات والتعليقات المقدمة.

 الاحتمال التالي هو تقديم رد من المستوى الثاني وشرح مطولًا مبرر الصف الحالي ، والذي قد يؤدي إلى سلسلة مستمرة من عمليات تبادل البريد الإلكتروني الطويلة.

هناك خيار آخر ،

 أحد الخيارات التي تعلمتها عبر الزمن والممارسة ، وهو يجسد المستوى الثاني كاستجابة ذكية عاطفية. تستغرق هذه الاستجابة وقتًا للتعاطف مع المتعلم ، وعدم تقديم تفسيرات أو مبررات ، وبدلاً من ذلك ،

 تطلب محادثة هاتفية. بصفتي معلمًا عبر الإنترنت ، أدرك أنه قد تكون هناك عقبات في محاولة جعل هذه الإستراتيجية ناجحة ، خاصة إذا كنت تعمل في دور مساعد ، ولكن القدرة على التواصل مع المتعلم الفردي لهذا النوع من المواقف يمكن أن تساعد في تخفيف انزعاجهم والاستمرار في بناء علاقة عمل مثمرة.

لقد حققت نجاحًا هائلاً مع هذا النهج ، على الرغم من أي تحديات جدولة تحدث في بعض الأحيان ، ويكتشف المتعلمون شخصًا يهتم بتقدمهم ، وهو أمر بالغ الأهمية للتعلم عن بعد. إذا كنت ستجرب هذا النهج ، يمكنك تحديد التفاصيل ، مثل أيام وأوقات الاتصال الهاتفي ، وسيساعد ذلك في التغلب على أي عوائق توفر محتملة.

كيف تصبح معلما ذكيا عاطفيا؟

من المرجح أن معظم ردودنا على التواصل في الفصل الدراسي تحدث من منظور المستوى الأول ، مما يعني أننا نتلقى المعلومات والطلبات ونستجيب بسرعة إلى حد ما ، ما لم يُطلب خلاف ذلك. وهذا يعني أن اتصالاتنا اليومية تتم معالجتها كمسألة روتينية ونعتمد على المرشحات المدمجة لدينا لمساعدتنا في معالجة ما نتلقاه. تتضمن هذه 

المرشحات ردود فعل عاطفية ، والتي يمكن أن تتراوح من الحد الأدنى من المشاعر إلى المشاعر السلبية للغاية.

إذا تسبب شيء ما من المتعلم في حدوث رد فعل عاطفي ، فهل تعرف كيف تعالج ما 

تشعر به بطريقة فعالة؟ هذا هو المكان الذي يصبح فيه المربي ذكيًا عاطفيًا مهمًا.

الاستجابة على الفور هي البقاء في المستوى الأول والسماح لنفسك بأن تكون رد الفعل. ولكن الانتظار وإعطاء نفسك الوقت للتفكير بشكل أكثر منطقية وعقلانية بشأن

 الاتصالات والمعلومات التي يتم تلقيها ، إلى جانب ما تم الشعور به والطريقة الأكثر فاعلية للاستجابة ، هي الانتقال إلى استجابة من المستوى الثاني. فيما يلي الإستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للمساعدة في رفع إجاباتك من المستوى الأول إلى المستوى الثاني.

الاستراتيجية الاولي: اقرأها وقيمها بشكل نقدي

عندما يتم تلقي المعلومات من المتعلم ، سواء عن طريق البريد الإلكتروني أو رسالة الفصل الدراسي ، يجب قراءتها من وجهة نظر التقييم. هل هذا شيء يمكنك أو يجب عليك معالجته كمسألة روتينية؟ هل واجهت أي شكل من أشكال رد الفعل العاطفي؟

إذا كان هذا طلبًا روتينيًا نسبيًا ، وشيء يمكنك معالجته بسرعة دون أي رد فعل عاطفي ، فلا حاجة إلى تجاوز المستوى الأول. إذا كان المتعلم قد قدم طلبًا وكان مشاركًا أو معقدًا أكثر ، أو واجهت أي شكل من أشكال رد الفعل العاطفي ، فستحتاج إلى مزيد من الوقت لمعالجته.

يوفر لك هذا فرصة للتوقف المؤقت والتفكير وإشراك العقل أكثر وتحديد الاستجابة الأكثر فعالية المطلوبة من أجل تحقيق أكثر النتائج إنتاجية. ثم تقرر كم من الوقت يستدعي هذا الاتصال.

الاستراتيجيةالثانيه: المستوى الأعلى

بمجرد التوقف مؤقتًا وقررت تخصيص بعض الوقت للتفكير أكثر في رسالة بريد إلكتروني أو رسالة صفية ، يتيح لك هذا الانتقال إلى المستوى الثاني. ما حدث هو وعي واع لما تفكر فيه ، حول رد فعلك على الرسالة التي تلقيتها. 

الآن سوف تكون أكثر وعيا بالفلاتر الداخلية الخاصة بك ، إلى جانب أي ردود فعل عاطفية من ذوي الخبرة.

عندما تقضي وقتًا ، حتى لحظة أو اثنتين ، في التفكير في الرسالة ، يمكنك البدء في إشراك الجزء العقلاني والعملي والمنطقي من عقلك. هذا يعتمد على الحالة التي يمكنك فيها العمل أولاً بعد أي مشاعر سلبية. يجب عليك أولاً معالجة رد فعلك العاطفي قبل أن تتمكن من مساعدة المتعلم في طلبه.

 وهذا يتطلب تهدئة نفسك عمدًا والعودة إلى حالة ذهنية احترافية ، بغض النظر عن مدى الشعور بالرسالة الشخصية التي تم توصيلها.

عندما تبدأ في إشراك العقل بطريقة مثمرة ، يمكنك التركيز على الأمر 

المطروح. يمكنك الآن رؤية المتعلم كشخص ، شخص يحتاج إلى مساعدة ، مما يسمح لك بتحديد أفضل مسار للعمل والنتائج. ما تعلمته ، عبر الوقت والخبرة ، هو أنه كلما زاد الوقت المتأخر أو وقت المعالجة الذي أسمح به ، 

كلما أصبحت إجاباتي على علم أفضل. ستزيد المعالجة الذهنية من المستوى الثاني من فعالية استجاباتك واحتمال إقامة علاقات إنتاجية مستدامة مع المتعلمين.

ويتحمل جميع المعلمين العديد من المسؤوليات لإكمالها ،

 وسيؤدي تلقي الرسائل والطلبات من المتعلمين إلى إضافة المزيد من الوقت إلى يوم حافل. قد تبدو فكرة الاضطرار إلى أن تكون بطيئًا وأن تكون متعمدًا في ردك هو إضافة المزيد من الوقت ، ومع ذلك ،

 من المرجح أن تكون النتيجة النهائية تستحق العناء ، لتلك الرسائل التي تحتاج إلى وقت وتفكير إضافي. تتضمن عملية التفكير الأولية المستخدمة ، أو المستوى الأول ، استجابتك الرجعية التي تتأثر بالفلاتر الداخلية. ما تريده هو إشراك المستوى الثاني ، أو جزء من العقل الذي يعالج المعلومات بطريقة أكثر منطقية. بهذه الطريقة يمكنك أن تصبح ذكيًا عاطفيًا ، وهو أمر بالغ الأهمية لعملك كمعلم.

يأتي الطلاب إلى الفصل الدراسي بدرجات متفاوتة من المهارات والخبرة والمعرفة. تختلف توقعاتهم أيضًا ، والتي تتضمن ما يتوقعونه من مدربهم. كل هذا يضيف إلى غرفة الصف مع المتعلمين الذين لديهم توقعات قد تكون أو لا تكون واقعية 

واحتياجات التطوير الأكاديمي التي يجب إدارتها من منظور فردي. للتعامل بشكل أفضل مع هؤلاء المتعلمين ، فأنت كمعلم ذكى ، تحتاج إلى أن تكون قادرًا على معالجة ما تقرأه من نهج غير متحيز ومسيطر عليه عاطفيًا ومنطقيًا وعقلانيًا واستباقيًا.

وهنا نستحضرمقوله الدكتور بروس جونسون مؤلف وكاتب المعلم الملهم

يتطلب أن تصبح ذكيًا عاطفيًا تدريبًا ، مما يجعل الوقت لتقييم الاتصال المستلم. لست بحاجة إلى أن تصبح خاليًا من العواطف ، 

فقط مدركًا لكيفية استجابتك والتأثير المحتمل للمشاعر المستخدمة. كلما ابتعدت عن الاستجابات التفاعلية التي يمكنك نقلها ، إلى استخدام المنطق والاستدلال ، أصبحت أكثر فعالية في إدارة استجاباتك. نتيجة لإبطاء استجاباتك ، من المرجح أن تجد نفسك على استعداد أفضل ، وأكثر ثقة في التعامل مع الطلبات ، وتطوير علاقات أقوى مع المتعلمين. قد تكتشف أيضًا أنه يمكن استخدام العواطف بشكل فعال في التواصل ، حتى مع رد سريع الاستجابة.